برشلونة يعود إلى ملعب أنويتا. . الخوف من المفاجآت

برشلونة يعود إلى ملعب أنويتا.

. الخوف من المفاجآت

6 أبريل 2016

هدف بالخطأ في المرمى أحرزه جوردي ألبا في الدقيقة الثانية، محاولات

عديدة لم تسفر حتى عن هدف التعادل، وإبقاء ميسي على مقاعد البدلاء

بعد عطلة أعياد الميلاد، كانت كلها هذه مشاهد عاشها فريق برشلونة خلال

آخر زيارة له لملعب "أنويتا" الذي كان شاهدا على كارثة كادت أن تعصف باستقرار

الفريق الكتالوني.

وبعد مرور عام وثلاثة أشهر، عندما كانت تنبئ جميع المؤشرات

بكارثة حقيقة داخل أروقة برشلونة ستنتهي به لموسم كارثي على المستوى

الاجتماعي والرياضي، ينظر عشاق البلاوجرانا للخلف وهم على قناعة بأنه من

هنا بدأ كل شيء، حيث فطن الجميع إلى خطورة الموقف وبدأوا في تدارك

الأمر لينهي الفريق الموسم حاصدا الأخضر واليابس في موسم آخر استثنائي.

كان الفريق عائدا من العطلة الشتوية، انتظم جميع اللاعبين في مران

الفريق استعداد لاستئناف الليجا بعد فترة التوقف، ولكن كان الغائب الوحيد

هو الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تأخر في العودة.

كان من الطبيعي من وجهة النظر المحايدة ألا يقوم المدرب، لويس إنريكي،

بالاعتماد على اللاعب منذ بداية المباراة، ولكن البرغوث لم يتقبل الأمر بهذه

البساطة، وعبر عن غضبه بطريقته عندما وجد نفسه على مقاعد البدلاء.

في المقابل، كانت وجهة النظر داخل أروقة النادي ألا يقدم إنريكي على

هذا الأمر بشكل مفاجئ ودون التحدث أولا مع اللاعب من أجل مناقشته في

الأمر والإطلاع على حالته الفنية والبدنية.

وكان المشهد الأول خلال مران الفريق عقب المباراة والذي كان مفتوحا

للأعضاء احتفالا بأعياد الميلاد هو غياب ميسي، حيث رأي الكثيرون أن هذا

ما هو إلا رد فعل لجلوسه على مقاعد البدلاء خلال المباراة.

في المقابل، وجدي لويس إنريكي نفسه في مواجهة عاصفة محتملة من الانتقادات

لاسيما وأنه كان لا زال يحبو خطواته الأولى مع الفريق الكتالوني وأصبح

منصبه على رأس الفريق محل شك كبير.

كانت المباراة يوم 4 يناير/كانون ثان عام 2015 وغادر برشلونة حينها

نحو مدينة سان سيباسيتان وهو في المقدمة مناصفة مع ريال مدريد، ولكنه في

الوقت ذاته محاطا بمشكلة كانت بمثابة كرة نار من الممكن أن تحرق الجميع.

وكان الفريق الكتالوني قد أنهى عام 2014 بفوز صعب خارج الديار أمام

فالنسيا بنتيجة (0-1)، والتأهل لدور الـ16 في دوري الأبطال، ولكن أداء

الفريق تحت قيادة إنريكي لم يكن مقنعا بعد لعشاقه، لتأتي هزيمة الفريق في

أنويتا مع بداية العام الجديد لتدق ناقوس الخطر.

وعلى الصعيد الإداري، بدأ رئيس النادي حينئذ، جوسيه ماريا بارتوميو،

في الاجتماع بمعاونيه داخل المجلس من أجل إنقاذ القارب الكتالوني من الغرق

ونفسه شخصيا، وقام بالدعوة لعقد انتخابات مبكرة بنهاية الموسم.

إلا أن المشهد تغير تماما على جميع الأصعدة، حينما استضاف البلاوجرانا

أتلتيكو مدريد الذي كان سيدخل المباراة بنفس العقلية وهي التراجع للخلف

مع حائط دفاعي منظم والاعتماد على الهجمات المرتدة، ولكن المباراة انتهت

بفوز كبير لبرشلونة بنتيجة (3-1) مع أداء يراه الكثيرون الأفضل

للفريق في ذاك الموسم.

وكان هذا الفوز بمثابة شرارة الانطلاق لسلسلة من الانتصارات بلغت 16

لم يشوبها سوى هزيمة مفاجئة أمام مالاجا على ملعب "الكامب نو"

بهدف نظيف يوم 21 فبراير/شباط.

وواصل الفريق انطلاقته فيما تبقى من مواجهات في الموسم ليفوز في النهاية

بالثلاثية التاريخية (الليجا والكأس ودوري الأبطال) مكررا بذلك إنجاز

عام 2009 الذي تحقق مع بيب جوارديولا.

واكتمل المشهد خلال انتخابات النادي في صيف نفس العام عندما أبدت

الجمعية العمومية ثقتها الكبيرة في نفس المجموعة برئاسة بارتوميو

من أجل قيادة الدفة الكتالونية لفترة أخرى.

وبعد عام وثلاثة أشهر من تلك المواجهة، يدخل برشلونة مواجهة السبت

المقبل بمعنويات مغايرة تماما، على الرغم من التعثر المؤقت للفريق خلال

موقعة الكلاسيكو أمام ريال مدريد وتقليص الفارق مع مطارديه أتلتيكو مدريد

لست نقاط وريال مدريد لسبع، وهو ما سيدفع لاعبي برشلونة لعدم التفكير في شيء

آخر سوى الفوز من أجل تفادي أي مفاجأة غير سارة من الممكن أن تقلب الطاولة

عليهم في هذا الوقت الحاسم من الموسم.